السكن فوق سطح القمر
السكن فوق سطح القمر
العديد منا أثناء طفولته كان يحلم بالسكن فوق سطح القمر، ولكن هل هذا ممكن؟ هل سيأتي اليوم الذي يرحل فيه بعض البشر عن الأرض ويقرروا السكن فوق سطح القمر ؟ هل سيتطور العلم حتى نصل لهذا اليوم؟
الصعود على سطح القمر
منذ 4 مليار عام ونصف أصبح القمر تابعًا للأرض، ومنذ خلق الإنسان وهم يتخذون القمر لحساب الأيام، ومع تطور الإنسان وتطور التكنولوجيا حوله أصبح يريد أن يذهب للقمر، أن يستكشف ذلك الجرم السماوي المرافق الدائم للأرض، ومنذ صعود الإنسان للقمر منذ خمسون عامًا أصبح القمر مركز اهتمام جميع العالم وزاد شغف العلماء للوصول لطرق العيش عليه.
في الأربعاء يوم 16/6/1969 حين كانت أول رحلة القمر على الإطلاق، وأطلقت بواسطة ناسا في الرحلة المسماة “أبولو 11″ كان بتلك البعثة ثلاثة رواد فضاء وهم نيل أرمسترونج ومايكل كولينس وإيدوان بازاودين، كل ما فعلوه في تلك الرحلة أنهم استغرقوا ما يقارب الساعتين والنصف لجمع صخور مختلفة من سطح القمر، وقاموا برفع العلم الأمريكي على القمر.
كان ذلك الحدث الأعظم لعلماء الفضاء في القرن العشرين، كانت الرحلة تعرض في بث مباشر وكان يشاهدها حوالي 600 مليون شخص حول العالم، في تلك الأثناء حينما كانوا على القمر قال نيل أرمسترونج مقولة خالدة: ” هذه خطوة صغيرة بالنسبة للإنسان، ولكنها قفزة كبيرة بالنسبة للبشرية “.
في نهاية رحلتهم كانت ستقع مشكلة كبيرة ألا وهي نفاذ الوقود، قام تشارلز دوك من قسم الاتصالات بوحدة القيادة بالاتصال لاسلكيًا مع نيل، وأخبره بالغد التنازلي ليه حتى يبدأ الهبوط قبل أن يضطروا للإلغاء مؤقتا حتى يجدوا حل، ولكن في ال 13 ثانية الأخيرة قام نيل أرمسترونج بالهبوط بسلام.
السكن فوق سطح القمر
بعد نجاح رحلة ” أبولو 11″ وما بعدها فكر علماء الفضاء ببناء محطة للرصد على القمر كما بنوا محطة في القارة القطبية الجنوبية، وذلك بسبب أن المناخ صعب على القمر كما القارة القطبية الجنوبية.
قام العلماء ببناء محطة بالقطب الجنوبي تسمى Neumarey Station وتم تكييفها مع البيئة المحيطة بها؛ حيث قاموا ببنائها على دعامات صلبة وقوية تحمي المحطة من أي انجراف جليدي، ويتم العمل بالمحطة في الفترة ما بين شهري نوفمبر وفبراير وهي تعتبر فصل الصيف في القارة القطبية الجنوبية، ويبقى بها حوالي 60 عالم للمراقبة والبحث.
حين وضع العلماء مقارنة بين الأرض والقمر ليحددوا ماذا يجب توافره في القمر لنتمكن من العيش عليه، فكان أهم ما يميز الأرض عن القمر هو أن الأرض لديها غلاف جوي يحمي الأرض من الأشعة الكونية الضارة ومن الأجسام الفضائية وبع نسب محددة من الغازات التي تمكن الإنسان من التنفس، بينما القمر لا يوجد له غلاف جوي ولن يتمكن البشر من التنفس عليه، وبذلك توجه الأشعة الضارة على القمر بدون عائق وستصطدم الأجسام الكونية بسهولة عليه.
كيف سنعيش على القمر ؟
يقوم طلاب دوليون من وكالة الفضاء الاوروبية بأبحاث حول كيفية جعل السكن فوق سطح القمر ممكنًا، وكانوا معتمدين في ابحاثهم على تجارب وتدريبات رواد الفضاء من قبلهم.
سيتم بناء مستعمرة محاكيه للقمر على الأرض في كولونيا، سيكون قطرها 34 مترًا وسيوضع بها حوالي 700 طن من مادة أسمها الريجوليف وهي مادة توجد على سطح القمر أو ما يشبهها لمحاكاة القمر على الأرض.
وتأمل وكالات الفضاء بإنشاء مستعمرة مثلها على القمر مع وجود غرفة لتعديل الضغط الداخلي بها، حيث سيتم تطوير أغلفة صخرية من مادة الريجوليف كحماية للمستعمرة من الاشعاعات والاجسام الفضائية، حتى يروا إمكانية حماية هذا الغلاف للمستعمرة.
إقرأ هذا الموضوع الممتع أيضاً: الروبوتات في العمارة