جدة مدينة الساحل السياحية

جدة مدينة الساحل السياحية وعاصمة المملكة العربية السعودية الاقتصادية ، وثاني مدنها الكبرى ربما يرجع تأسيسها يرجع لنحو 3000 عام كانت طوالها البوابة البحرية الرئيسية لمنطقة الحجاز، وهي مركز سياسيا ودوبلوماسيا مهما ، تعج بحركة الحياة وتزخر بالأعمال التجارية على مختلف أنواعها وبالعديد من النشاطات الثقافية.

جدة مدينة الساحل

تقع جدة عند منتصف الساحل الشرقي للبحر الأحمر غرب المملكة السعودية، وتبلغ مساحتها الحضرية نحو 1765 كلم مربع. تمتد رقعتها الجغرافية لأكثر من 70 كلم من الشمال إلى الجنوب، و50 كلم من البحر في اتجاه الشرق. وهي كبرى مدن الإقليم الغربي الذي يمتد على الساحل مسافة 1100 كلم وتحده من الشرق سلسلة جبال الحجاز الشامخة.

كتب الباحثون في تاريخ مدينة جدة المعماري إن أول سور بُني في جدة بناه أحد أحفاد إمبراطور فارس “أنوشروان يزدجر” يدعى فيروز بن يزدجر، وكان عرضه عشرة أشبار وبه أربعة أبواب وحوله خندق مملوء بالماء.

ويشهد لها التاريخ الإسلامي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 25 هـ بان تكون الميناء الرئيسي لمكة المكرمة ، وعليه فهي البوابة الرسمية البحرية للحجاز محضن الحرمين الشريفين .

جدة مدينة الساحل

كانت جدة خلال أغلب حقب التاريخ الإسلامي خاضعة لحكم الدول الإسلامية المتعاقبة بدءا من الأمويين والعباسيين، وفي أواسط القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) أصبحت تحت سلطة الهاشميين في الحجاز الذين كانوا يدينون بالولاء لأي دولة كبرى تتمكن من السيطرة على الحجاز، وخاصة الدولتين الفاطمية والأيوبية ثم دولة المماليك بمصر

وفي العصر المملوكي عُين حاكم عام لجدة أطلق عليه مسمى “نائب جدة”، فكان مقر إقامته يطل على الميناء ليشرف على حركته البشرية والتجارية، وكان يتولى تأمين طرق التجارة والحج وحماية الحرمين.

وفي عام 1925 سيطر الملك عبد العزيز آل سعود على جدة بعد انتكاسة سيطرة البرتغاليين والهولنديين والإنجليز على طرق التجارة البحرية في العالمية، فصارت الثانية في البلاد من حيث الأهمية السياسية، لكونها أصبحت مقرا دائما للعديد من الهيئات الدبلوماسية (القنصليات) والمنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية العالمية.

يتميز عمران جدة بما يسمى الرواشين .. وهي كلمة فارسية تعني روزن أي النافذة او الشرفة ، وهي طراز معماري لجدة يشهد لها انصهارها بالثقافات العربية والعثمانية والفارسية بحكم موقع جدة الجغرافي المميز ، ومع الوقت أطلق اسم الرواشين على اللواح الخشبية البارزة التي تستخدم في تغطية النوافذ والفتحات الخارجية .

تجدر الإشارة، أن العديد من المباني الحديثة استوعبت أهمية إبراز العنصر الجمالي لواجهات مبانيها، وأصرت على حضور الرواشين لإضفاء مزيد من الجمال الذي يعكس تاريخ المعمار الإسلامي التقليدي، حيث يبرز الروشان الحديث بكثرة في الفنادق الحديثة والمباني الحكومية، إذ تجد من كل الاتجاهات الروشان حاضرا شامخا بلونه التقليدي يعلو عشرات المباني الحديثة.

كما نمت عمرانيا بوتيرة سريعة إثر الطفرة النفطية التي شهدتها البلاد، فنالت حظا وافرا من مشاريع البنية التحية المتطورة من شبكات الطرق والجسور والأنفاق وأنواع العمارات والمنشآت الحديثة.

ومن المتوقع أن يتعزز هذا النمو العمراني في ضوء كشف بلدية المدينة عام 2008 عن خطة لتطوير مركزها التجاري، تتضمن إنشاء مباني وأبراجا شاهقة على كورنيشها حيث سيقام أطول برج في العالم.


تضم جدة العديد من المعالم التاريخية يتركز معظمها في منطقة “جدة القديمة” ذات الطراز المعماري الفريد في قلب المدينة، والتي تحتوي على قرابة 500 موقع أثري. وقد وضعتها منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة عام 2014 على “قائمة التراث العالمي”.

ومن أهم هذه المعالم سور المدينة القديم الذي جدد المماليك بناءه إبان حكمهم للمدينة عام 1506م، وظل قائما حتى تمت إزالته عام 1974 بعد ظهور بوادر الطفرة النفطية.

هذا إضافة إلى مساجد جدة العتيقة مثل مسجد الشافعي في “حارة المظلوم”، الذي بني عام 648 هجرية على يد الملك المظفر سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني أحد ملوك اليمن الأيوبيين الذي كان شافعي المذهب. وبالقرب منه مسجد عثمان بن عفان الذي شيد بين القرنين التاسع والعاشر الهجريين.

إقرأ أيضاً: الرياض والتطور العمراني وأهم المباني فيها

ومن معالمها التراثية “سوق جدة القديم” المتميز بأزقته الضيقة المتعرجة التي تعج بالمتاجر الصغيرة المتخصصة في بيع التوابل والبخور والمنسوجات ومواد التجميل والأدوات المنزلية، وبجانبه أسواق للسلع الأخرى مثل سوق الذهب والعطور والملابس والسجاد والهدايا الشرقية.

ومن معالمها الحديثة “مسجد الرحمة” الذي هو أول مسجد في العالم يبنى على سطح البحر، و”كورنيش جدة” الذي يمتد لأكثر من خمسين كيلومترا ويعتبر رئة تنفس مهمة للمدينة، وتقود النزهة فيه إلى إرث ثقافي وتاريخي مهم من ضمنه “متحف منزل الشربتلي” التحفة المعمارية الفنية. إضافة إلى “نافورة الملك فهد” التي هي أعلى نافورة من نوعها في العالم حسب موسوعة غينيس.

كما اشتهرت مدينة جدة بمئات من المنحوتات والمجسمات الفنية (من الفولاذ والبرونز والغرانيت والحجر) ميزتها عن غيرها من المدن السعودية، صممها فنانون عالميون من أبرزهم خوان ميرو وفيكتور فزارالي وهنري مور، وتنفرد المدينة بمنحوتات خاصة بها إضافة إلى منحوتات أخرى لها نسخ مماثلة في أميركا وأوروبا.