العمارة الإسلامية عناصرها وأهم تياراتها وأهم مباني العمارة الإسلامية

العمارة الإسلامية ذلك الإرث الوفير القيم الراسخ إلى اليوم المتسم بعناصر هندسية  وأنماط زخرفية إبداعية على مر السنين، جدير بأن يحظى باهتمام المعماريين من كل العالم.

يبقى الإبداع في التصميم الخارجي و الزخرفة الداخلية من أهم خصائص الفن الإسلامي الذي إتسّم دائما بالوحدة و التنّوع و التطوّر.

احتفظت العمارة الإسلامية بالبنية العامة للنمط الإسلامي وارتبطت بفكرة الثابت والمتغير فيما يخص النمط المعماري الزخرفي ، مما يجعلها عمارة ديناميكية مستمرة في الرقي والإبداع والتحديث والمواكبة
فصياغة الخصائص المعمارية و الزخرفية في العمارة الاسلامية أنشأت صيغ جديدة ذات أبعاد جمالية لها خصائص جمالية ، فلسفية( التوحيد – الوحدة – الجمال – الإلتزام ) وخصائص تشكيلية (تكرار / تناظر / توازي / الملء و الفراغ / الإيقاع و اللون ) وخصائص دينية من حيث استعمال الرموز التي توحي بتسامي الخالق و قدسيته و وحدانيته.

كلّ هذه الخصائص أعطت للعمارة الاسلامية أبعادا جمالية بوظيفة رمزية و أبعادا فكرية بوظيفة معرفية و أبعادا تاريخية بوظيفة تسجيلية و توثيقية.
من هذا المنطلق يمكن أن نستخلص بأنّ العمارة الاسلامية بمختلف توجهاتها و مدارسها بمثابة همزة الوصل بين ماضي و حاضر الثقافة الإسلامية .

العمارة الإسلامية

إقرأ أيضاً: قياسات الكعبة ولماذا يشار بأنها ذات النسبة الذهبية

تعدد الطراز المعماري الإسلامي عبر العصور منذ ان كان عربيا بسيطا وانتقل بعدها إلى العصر الأموي حيث تأثر الأمويون الأوائل بطراز العمارة المسيحي تأثرا كبيرا يظهر بوضوح في المسجد الأموي في دمشق وقد أعيد بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة بطريقة تشير إلى التأثير المسيحي مع إدخال بعض خصائص العمارة الإسلامية الجديدة. أضيفت القباب والمنارات وأسلوب الديكور العربي إلى طراز العمارة المسيحي ليكونوا بذلك الطراز الأموي للعمارة.

جاء بعد الذلك الطراز العباسي، الذي تأثر بشكل واضح بالرخاء الذي عاشته الدولة العباسية فكونوا طرازهم الفريد من القباب وطوروا المنارات الإسلامية والأموية. ولهم بصمتهم الواضحة في الأعمدة والدعامات وزخارف ما بين الدعامات على شكل قباب في المساجد الكبيرة مثل المسجد الجامع في سامراء ومسجد الريقة في العراق وجامع بن طولون في القاهرة .

انتقل إلى المغرب والاندلس وكان له سمه تميزه عندها، ومن النماذج الفريدة للمعمار في المغرب  قصر الهمبرا والمدارس في المغرب (خاصة في مدينة فاس). وللفاطميين في مصر بصمة أخرى اختلفت عن سابقيها واتسمت بالبساطة فبنى الفاطميون جامع الأزهر ومسجد الحاكم بأمر الله ومسجد الصالح طلائع ، وبعد سقوط الدولة الفاطمية بعد قرنين ونصف القرن  وظهور الدولة الأيوبية التي اتسعت لتشمل كل أنحاء مصر وبلاد الشام والحجاز. كان هدف صلاح الدين الأول هو محاربة الصليبيين في قلب العالم الإسلامي فلسطين التي كانت مقاطعة فاطمية ثم أيوبية، ولهذا الهدف تاثر الطراز العمراني الأيوبي ، بالحرب واستعداداتها، فبنى القصور والقلاع المحصنة والجدران العالية الحصينة، وأعاد بناء المساجد والأضرحة التي دمرها الصليبيون.

ومن نماذج التحف المعمارية للعهد الأيوبي قلعة صلاح الدين في القاهرة، وقلعة حلب، وقلعة الجبل في القاهرة، والمدارس المنتشرة في مصر والتي بنيت لنشر المذهب السني في الإسلام.

إقرأ أيضاً: عناصر نجاح تصميم اللاند سكيب Landscape

 سمات الفن المعماري الإسلامي:

اتسم الفن المعماري الإسلامي بالمحاكاة فقد ارتبط فكر المعماري المسلم بتحريم الفن التجسيمي فاتجه إلى منحى تجريدي وذلك من خلال الزخارف لتحقيق انسيابية الخطوط والاتزان الهندسي والتوافق اللوني لخلق فن تجريدي اصيل يعبر عن الأصالة ؛ ولذا لم تكن المحاكاة المعمارية في الفن الإسلامي شكلية لمظاهر الطبيعة وعناصرها ولكن ارتقت إلى مستوى المحاكاة الفكرية التي اعتمدت على أسلوب التجريد في التعبير.

وتستمد العمارة الإسلامية خطوطها وتكويناتها وملمسها وتكرار الإيقاع المتناغم من خلال الاتجاه إلى تكوينات هندسية وزراعية مجردة من البيئة المحيطة بالإضافة إلى استعارة شكل وتكوين بعض العانصر من الطرز المعمارية السابقة

العمارة الإسلامية

القيم التشكيلية للفن المعماري الإسلامي:

المعيار التشكيلي هو الوسيلة التي تمكن المعماري من معرفة مظاهر الجمال، التي يتميز بها أي فن من الفنون دون الاهتمام بالمضمون، ولا يخلو أي عمل فني تشكيلي من بعض العانصر الفنية التشكيلية وهي: الخط – المساحة – اللون – الظل – النور – ملامس السطوح – الحيز.

وما يعطي للعمل صفة الجمال هو علاقة هذه العانصر مع بعضها وتناغمها حيث أن الطبيعة نفسها لاتخلو من هذه العناصر.

ما يميز العمارة الإسلامية أنها ذات أشكال مطلقة حسب نظرية افلاطون الذي فرق بين الشكل النسبي والمطلق ، حيث ان الأول هو كل شيء جماله قائم في طبيعة الأشياء ويكون تقليدا لتلك الشياء الحية المحيطة ، اما المطلق فهو الهيكل الذي يحتوي على خطوط ومنحنيات وسطوح واحجام مستخرجة من هذه الأشياء الحية عن طريق المساطر والمربعات والمساحات.

الخط في العمارة الإسلامية:

من أهم العناصر التشكيلية وهو يلعب دورا أساسيا في الفن المعماري الإسلامي وخاصة في العناصر الزخرفية ، ومن انماطه في الفن الإسلامي الخط المنحني الذي يدور هنا وهناك في حدود المساحة المخصصة للزخرفة.

والخط الهندسي الذي تكون وظيفته تحديد المساحات التي تتكون منها الحشوات وتتجه نحو الدقة والصغر وهو يعطي إحساسا بالاستقرار والثبات.

اللون:

اللوان تستعمل في الفن المعماري الإسلامي لتادية وظيفة جمالية وغالبا ما يغلب عليها اللون الأزرق والأخضر المذهب إلى جانب مساحات محددة من الحمر، الني والأصفر، ولم يقتصر المعماري المسلم على اللون فحسب بل أيضا استعمل الخامة فدمجها مع الألوان وأبرز جمالا مبهرا .

الظل والنور:

الظلال تساعد على التجسيم ووظيفتها جمالية تشكيلية تعطي النبرة والتنوع الجمالي كما يكون واضحا في واجهات المساجد

ملامسة السطوح في العمارة الإسلامية:

العمارة الإسلامية غنية جدا بالتنوع في السطوح ، ويستغل المعماري المسلم القيم اللمسية لسطوح الخامات الطبيعية منوعا في اتساع العنصر الزخرفي ودقته .

العمارة الإسلامية - فبة الصخرة

ما اشتهرت به العمارة الإسلامية من مباني :

المساجد – الأضرحة –  الأربطة ( الثكنات العسكرية ) – الخوانق والتكايا وهي ما ياوي إليه الصوفية للعبادة والنسك –  الأسبلة ( أماكن للشرب للمارة ) – الخانات وهي المخصصة لاقامة المسافرين والتجار- الأسواق – الحمامات – المساكن الخاصة.

المراجع:

  • القيم الرمزية والإبداعية للطراز الإسلامي في العمارة والتصميم الداخلي
  • مرجع 1
  • مرجع 2

Comments are closed.