شراء منزل دون أن تعرف المعماري
شراء منزل دون أن تعرف المعماري
شراء منزل دون أن تعرف المعماري – أهم شيء يبحث عنه الإنسان هو منزل يناسبه، وذلك من حيث التصميم والشكل الخارجي والداخلي والمظهر الجمالي له والراحة التي يجدها هذا الإنساني داخل هذا المنزل.
فيقوم المعماريون بتصميم مساكن على أساس ما تتطلبه الاحتياجات العامة والخاصة والمادية والمعنوية لمن سوف يسكن تلك المباني، وعلى الرغم من ذلك أنه لا يوجد اتصال مباشر بين المعماريون والعملاء لشرح أفكار مشاريعهم وخططهم، ولكن يصل للعميل كل تلك الأفكار، عندما يقطنون تلك المباني، فمنزل يعبر عن إبداع مصممه.
الابداع المعماري في تصميم المباني
تكمن عملية الإبداع المعماري في نقل العمارة الفرضية، من حيث الرسم والتشكيلات الهندسية إلى أعمال فنية حية متفاعلة مع الناس، وتؤثر فيهم، فهي تكمن في تلبية احتياجات الإنسان ومطالبه النفسية والاجتماعية.
فيمكن قياس الإبداع في العمل المعماري على الراحة التي يتلقاها الإنسان، سواء كانت هذه الراحة مادية أو معنوية، فالمكان وشكله وطرازه يؤثر على نفسية الإنسان، ولذلك اختيار منزلك هو اختيار لحياتك.
وهذا ما تعرضت له عائلة إيفير الألمانية عند شرائهم لمنزل ما، حيث أنهم كانوا يعتقدون فبداية الأمر أنه منزل عادي مكون من طابق واحد يحتاج إلى تجديد، حيث وجدوت هذه الأسرة تلك التحفة المعمارية في أحد الإعلانات لاحد البنوك، حتي أن الوسيط المعماري لم يكن يعرف تاريخ هذا المنزل الرائع
تحفه باوهاوس الأخيرة في ألمانيا
هذا المنزل الذي وجدته عائلة إيفير الألمانية، هو آخر منزل صممه المعماري العظيم باوهاوس، فهذا المنزل يعتبر قطعة من التاريخ المعماري، فهذا المعماري العبقري لم يضع شيء للصدفة، فالأمر المثير للإعجاب أن كل شيء في هذا المنزل تجده محسوب وبدقة.
وهذا ما شعرت به العائلة الألمانية عند رؤيتهم لهذا المنزل، حيث وجدوا أنهم في منزل مميز، برغم أنه كان في حالة مزرية وبه الكثير من الفوضى، فلم يهتم به أحد منذ سنوات طويلة.
فهذه الايام نجد الكثير من المنازل الجيدة التي يتوفر فيها عناصر الراحة التي يطلبها الإنسان، ولكن تجد منزل بهذه المواصفات في ذلك الوقت كان من الصعب حصول ذلك، ولكن عبقرية المعماري باوهوس هي التي فرضت نفسها، حيث نجد في الغالب أن المعماريين والمهندسين يأخذون توجيهاتهم من عملائهم، ولكن في حاله عائلة إيفير الألمانية نجد أنه حدث العكس.
لا تفوت هذا الموضوع: إيكيا و الباوهاوس
تأثير هذا المنزل علي عائلة إيفير الألمانية
نجد أن عائلة إيفير الألمانية أنها تأثرت كثيراً بمنزلهم الجديد حيث أنهم اتبعوا تعليمات المهندس المعماري باوهوس في اختياره الأماكن للغرف، وشكل الحديقة المبعث للراحة وزوايا الخاصة بالنوافذ واتجاهاتها، والتي تساعد في دخول الضوء بشكل معين مميز للمنزل.
ومما يلفت الانتباه إن الغرف الوظيفة في هذا المنزل يكون اتجاهها في جهة الشمال، أما الغرف المعيشية يكون اتجاهها في جهة الجنوب، فيتمتع هذا المنزل بالكثير من الطاقة الإيجابية التي يشعر بها من يقطن به.
وأيضًا في عشرينيات القرن الماضي، حاول باوهاوس علي جمع الفن بالصناعة، وذلك ما نجده في تصميمه للأثاث، وخاصة اثاث الحديقة والتي نجدها تجمع بين الراحة والأناقة والخفة، حيث تتكون من الفولاذ الخفيف المكون علي شكل اسطوانات وأيضًا لونها الأبيض الذي يضيف إليها حس الأناقة والجمال.
وأيضًا من شدة تأثر عائلة إيفير الألمانية بهذا المنزل، ذهبت العائلة إلى برلين لدراسة باوهواس وعمق فلسفته، وذلك بسبب رغبتهم في فهم أسلوبه والتمتع بالعيش داخل هذا المنزل الفريد من نوعه.
العمارة و الإبداع الهندسي من أهم مظاهر التطور الإنساني عبر التاريخ حيث أن كل عمل هندسي عبارة عن نتاج من الابداع المتقن والمميز، الذي يعبر عن عبقرية صاحبه وتأثيراته على المجتمع من خلال إبداعه.