العمارة والإستدامة والعلاقة بينهما
العمارة والإستدامة
كيف نوفق بين الهندسة المعمارية والاستدامة؟ من السهل أن يتم الربط بين العمارة الحضرية والاستدامة، وذلك من خلال اتباع سياسة ترشيد استخدام الموارد، والمباني المعمارية الجديدة، ولكن يجب التعرف على مفهوم الاستدامة للوصول إلى الطرق الجيدة التي يمكن من خلالها الربط بين المعمار والاستدامة، إذا كنت أحد المهتمين بهذا فلا تفوت قراءة المقال.
مفهوم الاستدامة
الاستدامة هي عملية تحويل المهنة المعمارية من مجرد بناء المباني الحديثة إلى عملية تهتم بالعلاقة الإنسانية مع البيئة، فهي أحد مجالات العلم التي تختص بطرق عمل الأنظمة الطبيعية، والحرص على انتاج كل احتياجات البيئة للحفاظ على التوازن القائم، فأحد أولويات الاستدامة هو خلق بيئة مناسبة يعيش فيها الإنسان جنباً إلى جنب مع عدم المساس بالطبيعة أو تدميرها.
كما أنها تعرف بأنها الاستخدام الأمثل لجميع الموارد المتاحة بجميع أشكالها بشرية أو طبيعية أو مادية مع مراعاة البيئة والمعمار للحفاظ على موارد البيئة من الضياع والنفاذ وضمان الاستمرار دون التأثير بالسلب على المستقبل.
في ظل الظروف الراهنة من تزايد السكان وتغييرات المناخ، ونقص الموارد الطبيعية زادت أهمية الاستدامة وأصبحت من الأساسيات التي يجب التعامل بها، واللجوء إليها لحماية البيئة وتجنب هدر ما تبقى من موارد طبيعية.
العلاقة بين العمارة والإستدامة
في الآونة الأخيرة زاد التأثير السلبي للمباني والمعمار على البيئة ومواردها، الأمر الذي جعلنا نحاول إلقاء الضوء على هذه المشكلة ووضع مجموعة من الحلول التي يمكن أن تحد من هذه التأثيرات، فكانت الخطوات الأولى تتمثل في البحث عن أساليب وطرق جديدة في محاولة لجعل المباني والمعمار أقل ضرراً بالطبيعة.
نهدف إلى تنفيذ المبادئ الخاصة بالاستدامة وتثبيتها على أرض الواقع كأحد الحلول الهامة، وتغيير النظرة إلى المباني من أنها مجرد أشياء ومواد على الأرض إلى أنها أحد مكونات رئيسية لا تتجزأ من النظام البيئي المعقد الذي يتضمن عناصر بيئية هامة بالإضافة إلى العناصر البشرية.
إذا نظرنا من حولنا نرى العديد من المشاكل المتعلقة بالبيئة كتلوث الماء، وتلوث الهواء، والاحتباس الحراري، والنمو السكاني المتزايد، والأمراض الصحية المنتشرة، بالإضافة إلى المشاكل الخاصة بمجال العمل في البناء والمعمار كأمراض الجهاز التنفسي، والصداع بسبب مكان العمل، هذه المشاكل جعلت من الضروري اللجوء إلى استخدام مبادئ الاستدامة في العمارة للحد من مضاعفات البناء الحضاري الحديث الذي يستهلك قدر كبير من الطاقة.هنا تكمن العلاقة بين العمارة والاستدامة، حيث يجب استخدام مواد لا تؤثر بالسلب على البيئة وعناصرها، والحرص على أن يتم البناء وفقاً لأسس معينة تحقق التهوية الجيدة في مكان العمل، وتوفر الإضاءة الطبيعية للعاملين، والاهتمام بأن تتناسب العوامل البيئية مع ظروف الإنشاء كالماء، والهواء، والتربة ومكوناتها، والكائنات الحية من نباتات وحيوانات، والمناخ المحلي، ومحاولة التقليل من الطاقة المستهلكة في عمليات الإنشاء والبناء للترشيد من العناصر الطبيعية المستخدمة، والاتجاه إلى الطاقة البديلة كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية.
نرى المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء الذي تم تأسيسه في عام 1993 م، والمصنف كمنظمة أمريكية غير حكومية لا تهدف للربح يتبنى مبدأ الاستدامة، حيث يعد المرجعية الأساسية للاستدامة، فيحاول تطبيقها في تصاميم المباني المختلفة وطرق تشغيلها، ومواد البناء، وقد قام المجلس بإنشاء منظمة تختص بنظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة للمباني الخضراء تسمى (LEED) تقوم بوضع معايير لتقييم المباني أهمها ما يلي:
1- مكان الموقع واختياره بحيث يسهل الوصول إليه لتقليل استهلاك الوقود.
2- الأرض ودراسة تأثيرات البناء عليها والعكس.
3- استخدام المياه وكيفية الحد من استهلاكها بصورة تضر بالبيئة.
4- الطاقة ومحاولة استخدام الطاقة البديلة.
5- المواد وكيفية التخلص من المواد المتبقية بعد إتمام البناء فيما يعرف بـ(إدارة المخلفات).
6- جودة البيئة الداخلية التي تتعلق بالحالة الصحية لمستخدمي المباني.