التصميم المعماري مسؤولية إجتماعية
التصميم المعماري مسؤولية إجتماعية
التصميم المعماري مسؤولية إجتماعية – يدل التصميم المعماري لأي مدينة أو أي دولة على مدى تقدمها؛ ولكن هذا لا يعني حذف هوية المدينة أو الدولة بالتصاميم العصرية، بل بدمج التراث بالحضارة للفخر بالماضي والزهو بالمستقبل.
التصميـم المعماري مسؤوليـة إجتماعية
التصميـم المعماري التراثي
- تتميز كل فترة زمنية على مدار التاريخ بتصاميم معمارية تدل على كيفية الحياة في القرية أو المدينة أو حتى الدولة كلها، وهذه تخبرنا بمدى تقدم أو تأخر المدينة، وبمدي اهتمامهم بالفنون وابتكارهم فيها حيث أن التصميم المعماري مسئولية إجتماعية.
- بالنظر لبقايا المدن القديمة نجد أن المدن كانت محاطة بأسوار عالية ومنيعة لحماية المدينة من هجمات جيرانهم أو أعدائهم، كان بالمدينة قصر كبير للحاكم، ودار للعبادة إذا كان مسجدًا أو كنيسة أو معبدًا، وسوق المدينة ومراكز الإدارة، جميعهم كانوا يقعون في مركز المدينة
- ثم تتفرع الأحياء والشوارع الضيقة المليئة بالبيوت والدكاكين، وكان كل حي يتميز بحرقة معينة إذا كانت النجارة أو الحدادة أو الحياكة وتصليح الأحذية.
- كانت بيوت السكان هي منازلهم ومخازنهم ومحلاتهم وأيضًا يقومون بتعليم الناس حرفتهم فيها، فكان البيت وحدة اقتصادية، وكان ملحقًا بالبيت حديقة، وتلك الحديقة كانت هي المكان الذي يشعر فيه أهل الدار بالراحة بعيدًا عن أشغالهم في المنزل وفي التجارة.
- بدأت تتغير المدينة بسبب تغيير نشاطها الاقتصادي الضعيف القائم على تبادل المنفعة؛ فيشتري الشخص السلعة من مُنتجها الذي يكسب القليل ويطمح لكسب الكثير لتوفير الحياة الرغيدة التي يريد أن يوفرها لنفسه وعائلته.
- أصبحت البيوت للسكن فقط، واستبدلت الدكاكين التي يصنع فيها الحرف بالمصانع الضخمة، وانقسمت المدينة إلى بيوت للفقراء ذات تصميم بسيط وحجمها صغير مقارنة بالماضي، وظهرت طبقة رأسمالية جديدة وهم أصحاب الحرف الذين فتحوا المصانع، وكانت بيوتهم تدل على ترف العيش وتصاميم البيوت المعمارية كانت أقرب للتصاميم بيوت الطبقة الارستقراطية والحاكمة، وزادت بيوت الطبقة الارستقراطية فخامًة و لم يعامل التصميم المعماري كمسئولية إجتماعية بل كدليل على غنى البعض وفقر البعض الآخر.
التصميم المعماري الحديث
- بدأت المدينة بالتطور وبدأ شكلها يختلف عن السابق، فلم يعد هناك سور يحميها ويدل على وحدتها وقوتها، وأصبحت أحياء الفقراء يتميز تصميمها باللا تصميم؛ حيث كانت البيوت أقل من عادية وذات مساحات ضيقة وواجهات خارجية لا ترمز للتطور، وأصبح التطور جليًا على بيوت الاغنياء والحكام.
- المدينة أصبحت أكبر، وتضم أناسًا أكثر، وبها الكثير من المصانع، وأصبحت المنشئات الإدارية أكثر وأكبر، بدأت تظهر المطاعم التي اخترقت صفوف المنازل والادوار السفلية بها، كانت واجهات المطاعم لها تصميم مميز لها يضفي على المدينة طابع العصرية والحداثة.
- بدأت الطرق في المدينة تصبح أوسع؛ لتسع الكثافة السكانية للمدينة، وأخذت المباني تتخذ تصاميم جديدة ومختلفة تدل على التطور، حيث اختفت الحرفية تقريبًا من المدن وأصبحت مليئة بالشركات والمكاتب والمصانع، وأصبح تصميم المنشأة يعبر عن نوعية العمل التي تقوم به.
- أصبح هناك ابتكارًا أكثر في المعمار وظهرت ناطحات السحاب التي تدل على مدى التطور لدرجة أن يصنعوا مباني تصل السحاب وتكون لها القوة الكبيرة لتصمد أمام الظواهر الجوية المختلفة عندما أصبح التصميم المعماري مسئولية إجتماعية وواجهة هامة.
- وأصبح بتقدم التكنلوجيا في المجتمع يمكننا التعبير عنها من خلال معمار المدن الذي يميزها عن غيرها حتى لو أصبح العالم كله متطورًا، سيبقى لكل مدينة طابع يميزها عن غيرها، خصوصًا إذا تم مزج التراث بالحضارة.
لحظة دخولك لمدينة غير مدينتك أو دولة غير دولتك سترى المعمار الذي يوضح مدى تحضر أو تخلف المدينة؛ في المعمار واجهه التحضر والتطوير، والمدن الكبيرة الواسعة أصبحت مليئة بالمعمار المختلف والمتناسق أيضًا وأصبحت البنايات السكنية متشابهة ولها نمط خارجي يدل على التنظيم.
تصفح أيضاً: التصميم الديمقراطي ما هو وما تأثيره على العمارة؟